الجمعة، 10 يونيو 2016

المدرسة السيريالية

المدرسة السيريالية


نشأت المدرسة السيريالية الفنية في فرنسا، وازدهرت في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، وتميزت بالتركيز على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري. وكانت السيريالية تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام. واعتمد فنانو السيريالية على نظريات فرويد رائد التحليل النفسي، خاصة فيما يتعلق بتفسير الأحلام. وصف النقاد اللوحات السيريالية بأنها تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللاشعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام. وتخلصت السيرالية من مبادئ الرسم التقليدية. في التركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية إذ أنها تعتمد على الاشعور. واهتمت السيريالية بالمضمون وليس بالشكل ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة، وإن كانت منبعاً فنياً لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية. والانفعالات التي تعتمد عليها السيريالية تظهر ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة، إذ أن المظهر الخارجي الذي شغل الفنانين في حقبات كثيرة لا يمثل كل الحقيقة، حيث أنه يخفي الحالة النفسية الداخلية. والفنان السيريالي يكاد أن يكون نصف نائم ويسمح ليده وفرشاته أن تصور إحساساته العضلية وخواطره المتتابعة دون عائق، وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقاً. OUTMAN BEKERONI ويدعو بيان السيرياليين الذى كتبه «أندريه بريتون»في باريس في 1924 إلى إطلاق سراح الخيال وكأن الإنسان في الرؤيا ،يعود إلى فطرته البدائية فيرى العالم ليس إلا الغازاً تتبدى في صورة «رموز» لا يمكن تفسيرها إلا بمنطق ما فوق الواقع .إلا أن مفاهيم «فرويد» فد عملت على تحديد نوعية هذه «الرموز» عن طريق أبحاثه في الأحلام والتحليل النفسى والطاقات الحبيسة في عالم اللاوعى.لقد نادى «السيرياليون» بالتحرر من سيطرة العقل على الخيال؛والمزاوجة المتعمدة بين العناصر المصورة.[*] ويلاحظ المشاهد للوحة الفنان «محسن عطيه» بعنوان «بتعجل»[2008]التكديس الخلطى للعناصر [الخياليةالحالمة]،و[الإيماءات الرمزية] بإسلوبه المتميز الذى يستثمر التقنيةالأوتوماتية التى اشتهر بها السيرياليون مما ساهم في تقوية العناصر الإيهامية والخيالية المدهشة .وقد أظهر الفنان مقدرة في استحضار صور الذاكرة في أكثر أشكالها تجريدية وبداهة حدسية وصفاء ساحراً .ويود الفنان هنا أن يكشف بتلك الأشكال التجريديةعما وراء المرئى من منطلق أن المركز الحقيقى للمعرفة هو اللاوعى الداخلى.وعندما تنساب الألوان وتندفع على سطح اللوحة تبدو كأنها تلبى نداء الخيال وتتجاوب مع حرارةالشعور ؛فتسعف بالتشكيلات النصف بصرية المدهشة بإحتمالات مجازاتها وإيحاءاتها وتشخصها لأفكار الفنان. وفى مقالة للناقدة الفنية«فاطمة على» كتبت  :ولوحات الفنان «محسن عطيه» هى لوحات لون ..لتشكل الألوان ذاتها المشهد بين الواقعى والخيالى؛ويبدو اللون على سطح لوحاته كأنه في حالة تحول كمادة كيميائية يتغير تركيبها بالكامل وخصائصها بأقل إضافة من أى مادة أخرى ،كذلك اللون عنده في تحولاته مع أقل إضافة لبقعة لون تجد العمل بكامله يتحول وينساب .كان اللون يتدفق وينتشر فوق السطح، مكونا ما يراه اللون لنفسه دون أن يكون تفصيلياً أو وصفياً ،لكننا ندرك هناك في الخلق أو من بين الثنايا يظهر «وجه إمرأة» أو مجموعة لونية تشكل جسداً إنسانيا ؛[..]لتبدو لوحاته كمستودع زخم يأخذ منه الفنان مرتجلاً،لكن ما يأخذه هو يكون معدا مسبقاً وموجودا في «المستودع» ليصبح جاهزاًلأن يتناوله في أى وقت سواء ارتجالاً أو قصداً[**]وتمر لحظات «الصمت» التى يلتقط فيها الفنان أكثر من رؤية دفعة واحدة؛ويعمل مفعول سحر الألوان حينما تقص أمام عين الفنان أسطورة الإدهاش المقدسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التسميات